الأربعاء، 29 أبريل 2009

صنائع المعروف

قيل أن أقص قصتي التي كنت جزء منها سأقص عليكم قصة سمعتها بالامس:

اثناء انصرافي من عملي واثناء تحريك سيارتي من مكانها استعدادا للانصراف مرة

بالقرب منا جنازة لسيدة تسكن بالجوار في طريقها للصلاة عليها في المسجد القريب من
مكان العمل فجلست في مكاني أقرأ لهل الفاتحة وأدعو لها ووقف الرجل المسن الذي

ان يساعدني في الخروج بالسيارة والانصراف في سلام المهم قال لي "هل تعلمين انه أول

أمس كانت هناك سيدة توزع اطباق أرز باللبن المحلي بالسكر والمكسرات علينا نحن الفقراء فقلت له ماشاء الله
قال لي " أي والله أحضرت اناء ضخم او قولي برميل كبير وعدة علب بلاستيكية وملاعق...
ومع ان خادمتها العجوز كانت معها الا انها أصرت ان تملأ الاواني بيدها وتوزعها علينا بنفسها .......... هل تعلمين من هي ؟؟؟؟
هي ذاتها التي مرت امامك الان محمولة علي الاعناق ليصلي عليها في نفس المكان الذي كانت جلسة فيه بيننا بالامس القريب"

يالللله !!! ماشاء الله اللهم ارزقنا حسن الخاتمة امين

..................

أما امي رحمها الله فكانت ممن أختصهم الله بقضاء حوائج الناس ولا اذكيها علي الله وكانت لنا جارة ليست فقيرة و ليست عاقلة كل العقل ولا مجنونة تماما..
لاأهل لها بعد وفاة أبيها وامرأته التي كانت تتولاها برعايتها بعد أبيها رحمة الله عليها كانت امرأة صالحة تتقي الله في ثناء هذه
المهم أن أمي اخذت علي عاتقها أمور هذه الثناء كل أمورها المادية حيث انها كما ذكرت لم تكن فقيرة ولكنها فاقدة لحسن التصرف فيما تملك
وكانت أمي تضع أموالها في كيس نقود أحمر له جراب مزدوج ويفتح من أعلي تضع في أحدهما ورقة بها حسابات ثناء وبالاخري نقودها حيث انها كانت موظفة ولها معاش ابيها وماتوفره لها أمي كل شهر. كانت أمي قبيل كل عيد تهاتفني في عملي وتطلب مني ان أشتري لثناء ملابس العيد أو كسوة العيد كاملة حتي الحذاء والحقيبة وكنت أحيانا اضيق او اعتذر بضيق الوقت وازدحام الاسواق في هذا الوقت وكنت أقول لها "هذا غير انها سوف تعطيها للناس ولن ترتديها كعادتها دائما ياأمي" وكانت ترد المهم ان تفرح بها حتي لو نصف ساعة انه مالها , ياأماه انها تكذب عليك وتخفي عليك ماتبدده من مالها بينما انت تدبرين لها الجنيهات التي تنفعها وترد" اللي عند ربنا لا يضيع"
المهم ان هذه الاموال نفعت ثناء حين صدمتها سيارة وكادت ساقها ان تقطع لولا لطف الله بها واجريت لها عدة عمليا ت جراحية وتكلفت الوف سددت أمي جزء كبير منها من تلك الاموال المحفوظة في كيس النقود الاحمر.
وبعد.... ماتت أمي رحمها الله ووجدنا في الكيس الاحمر ورقة بها كل مليم لجارتنا المسكينة
وبعد شهر من وفاتها رأيت أمي في المنام تقف في وسط دارنا والله ان هذا حق وفي يدها الكيس الاحمر فقلت لها "يااااه يا أمي هو الكيس ده لسه مليان كده؟؟؟"
فقالت لي "طبعا يابنتي ده اللي أنا عنده بيعطي ولا يأخذ!!!"
سبحانه وتعالي انها رسالة ان البر لا يبلي انها رسالة أن ماصنعته من معروف مع هذه المسكينة لم يذهب سدي وانها ان شاء الله في زيادة ولا نقصان
وبعد لا أجد ما أضيفه ..... والسلام عليكم ورحمة الله

هناك تعليقان (2):

  1. لا أجد تعليقا إلا دموعي التي في عيني الآن
    أسأل الله أن يرحمها وأن يسكنها الفردوس الأعلى

    ردحذف
  2. كتاباتك كلها رائعة .. ربنا يوفقك ويزيدك علم وأيمان

    ردحذف